You are here

النوع الاجتماعي (الجندر)

تشكل السلطة الأبوية( حرفيا حينما يحكم الرجال النساء) مصدرا للخطر، علي كل من النساء والأطفال وربما الرجال أيضا. وتعتبر المعدلات العالية لوفيات الأمهات في المجتمعات بالغة الأبوية بمثابة أمثلة صارخة علي ذلك. وتوفر النظرية النسوية العديد من السبل المختلفة للنظر إلي السلطة الأبوية. وتتضمن واحدة من الرؤى المتبصرة الرئيسية الطرق تتفاعل فيها الأيديولوجية الأبوية مع قواعد السلوك بين الأفراد ومع البني والممارسات المؤسسية القائمة. والافتراضات الأيديولوجية حول علاقات النوع الاجتماعي (الجندر) تضفي الصفة الطبيعية naturalise علي النماذج القمعية والمفتقدة للمساواة من العلاقات بين الأشخاص؛ وتعزز علاقة عدم التكافؤ بين الأشخاص البني المؤسسية التي تبني عدم المساواة وتضفي عليها الصفة الطبيعية.
وقد قدمت النظرية النسوية أيضا رؤية متبصرة جديدة حول طريقة تفكيرنا حول الاختلاف بصورة أكثر اتساعا. إنها تحذرنا من أن التعبئة حول هوية مشتركة منفردة (أي النوع الاجتماعي – الجندر) يمكن أن يخدم محاور مختلطة بشكل غير مرئي من الاختلاف، مثل العرق والميل (التفضيل) الجنسي، ويمكن أن يعيد إنتاج العلاقات القمعية عبر تلك التخوم.
وكشفت الحركة النسوية العديد كم الاستراتيجيات المختلفة لمواجهة السلطة الأبوية مع درجات متنوعة من النجاح. ويشمل ذلك الإصلاحات القانونية والانتخابية (الاقتراع العام والشامل للجميع دون تمييز، الفرص المتساوية)؛ العمل الجماعي علي مستوي العلاقات بين الأشخاص (تجنب اللغة الجنسية)؛ وتحدي سلطة الأيديولوجيا (رفع الوعي). وهناك الكثير لنتعلمه من النجاحات والإخفاقات.
الفقر :
إن العواقب الصحية للفقر، والاستبعاد، والاضطهاد هي أمور معروفة جيدا. وتعطي أمثلة علي ذلك تلك المخاطر الصحية التي تواجه المهمشين من المهاجرين الريفيين في المدن الكبري من العالم الثالث (مكسيكو، بكين، بومباي، ريو). ولدينا عدد من الإطارات المختلفة لتحليل التفكير حول هذا النوع من الفقر:
صغار الفلاحين في مقابل المنتجين المتلقين للدعم في أوروبا، اليابان والولايات المتحدة.
صغار الفلاحين في الزراعات المعيشية في مقابل ملاك الأراضي والأشخاص المتوسطين والمصدرين من رجال الأعمال الزراعيين المحليين.
المصالح الريفية في مقابل المدن المرتكزة علي المصدرين.
الطبقة العاملة في مقابل الملاك ومديري رأس المال؛
الإمبريالية والجيش الاحتياطي من العاطلين في زمن "فيض الإنتاج".
هناك بعض أوجه من التشابه بين بعض من هذه التحليلات وتحليل السلطة الأبوية المعروض أعلاه؛ وبشكل خاص التفاعل المتبادل بين الأيدولوجيا، والبني المؤسسية وقواعد السلوك فيما بين الأفراد. ويمثل هذا غاية من الفائدة في علاقته بالمواجهات التقليدية بين العمل ورأس المال؛ التي تعزز من خلال الأيديولوجيا التي تضفي الصفة الطبيعية علي العلاقات المؤسسية الاستغلالية التي هي نفسها محكومة بقواعد للسلوك غير متكافئة. ويتسق مع هذا التحليل اتساع التمايز في الدخل في العالم الغني (مرتبات ذوي المناصب التنفيذية الفاحشة إلي جانب الإفلاس النقابي). ومع ذلك، فإن إعادة إنتاج الفقر وعدم المساواة في مدن العالم الثالث لا يفسرها بشكل كامل التعارض المباشر بين العمل ورأس المال. وكما رأينا في قائمة من التناقضات أعلاه هناك مجموعة من الديناميات (القوي المحركة) الأخرى التي تساهم في التهميش والفقر في تلك الأوضاع. وهي تصبح أكثر تعقيدا للغاية حينما تتقاطع الديناميات (القوي المحركة) المتعايشة لعلاقات النوع الاجتماعي غير المتكافئة والعلاقات العرقية مع تلك التحليلات الاقتصادية الأولية.
إن التكلفة الصحية لعدم المساواة الاقتصادية والتهميش الاقتصادي والاجتماعي هي تكلفة باهظة. وهذه التكلفة تقاس بالتناسب مع الجوع، والسمنة، والعنف وإساءة استخدام المخدرات، وارتفاع ضغط الدم والسل، والإيدز والحصبة.
وتتضمن الاستراتيجيات التقليدية المرتبطة بالحركة العمالية وصراعها ضد الطبقة الرأسمالية مايلي : تنظيم العمال من أجل جعل التهديد بالانسحاب أكثر مصداقية ويرتبط أيديولوجيا بتحدي خرافة مثل "ليس هناك بديل". ومع ذلك، عملت العولمة علي تعقيد هذه المجموعة من الاستراتيجيات مع التنافس بين العمال من البلدان والمناطق المختلفة (ومعدلات الأجور) واستخدام الجيش الاحتياطي من البطالة حينما يقرر رأس المال أن يغير عملياته كثيفة العمل.
تاريخيا قد كانت واحدة من نقاط ضعف الحركة العمالية تتمثل في التركيز الأحادي علي العلاقات الاقتصادية وعلي الاضطهاد والاستغلال الذي يعمل عبر الطبقة. وقد كان ذلك يترافق مع التعامي المحدد عن تعايش ديناميات عدم المساواة لعلاقات النوع الاجتماعي (الجندر)، والعلاقات العرقية والعلاقات الإمبريالية.
العــرق :
إن العلاقات العرقية، شأنها شأن العلاقات عبر الجماعة الإثنية، والقبيلة والطائفة يمكن أن تكون مصدرا لتعدد ثقافي غني، ولكنها قد كانت عموما سببا في الانقسام، والاستبعاد والعنف. وفي أوضاع عديدة من الصعب فصل التحديات المعاصرة في العلاقات العرقية عن تاريخ التحول الاستعماري (والعبودية والتجريد من الملكية) والإمبريالية (والاستيلاء القسري علي القيمة). وتمثل العرقية مفهوما ضروريا مع تشابه وثيق مع السلطة الأبوية كما وصفت أعلاه. وتندمج العنصرية مع الثالوث الذي يتعزز بشكل متبادل: الأيدولوجيا، والبني المؤسسية وقواعد السلوك بين الأشخاص. وتعزز الأيدولوجيا (أو التفوق العرقي) البني المؤسسية كما تتعزز بها؛ ويعاد إنتاج الأيدولوجيا في النماذج القائمة من العلاقات بين الأفراد؛ وتعيد البني المؤسسية وقواعد السلوك إنتاج بعضها بعضا.
أن العرقية هي مصدر خطر جبار علي الصحة، وهي تعمل بطرق مختلفة عديدة. ففي العديد من البلدان تتضافر علي نحو وثيق عدم المساواة العرقية مع عدم المساواة الاقتصادية؛ وعدم المساواة تتعزز بالعرقية. في هذه الدرجة تعتبر المخاطر الصحية للعرقية هي نفسها المخاطر الصحية للفقر والاستغلال. ومع ذلك، العرقية تعمل أيضا بسبل أقل وضوحا من خلال استمرار تيار من الاتهامات الماكرة بعدم الكفاية والخزي المتأصل في الذات. وعلي حين يمكن أن تتبدي العواقب الاقتصادية في الفقر والجوع، إلا أن العواقب النفسية تساهم في ارتفاع الضغط، والسمنة، والعنف وإساءة استخدام المخدرات (الأدوية).
لقد أضاف المنظرون عن العرقية ( كذلك "ما بعد الكولونيالية" ) عمقا لثلاثي الأيدولوجيا، والبني والسلوك. إنهم يشيرون إلي أهمية "القوالب النمطية" في إعادة إنتاج السلوك والأيدولوجيا (والبني) وأهمية ممارسات الاتصال في عمل ماضي مثل تلك "القوالب النمطية". وتشير تلك الرؤى المتبصرة بقوة إلي الطرق العملية التي يمكن أن يتحول ما هو سياسي إلي "شخصي". بالضبط مثلما أدخلت حركة المرأة "مجموعات رفع الوعي" لمساعدة المرأة ( وبعض الرجال ) علي تحدي أيدولوجيا السلطة الأبوية، كذلك سلط منظرو ما بعد الكولونيالية الضوء علي تحديات الإصغاء إلي القوالب النمطية الماضية.
وتجاوزت الأهمية الاستراتيجية "للإصغاء للقوالب النمطية الماضية" نطاق العلاقات العرقية. فهي تنطبق علي تهميش المعوقين والتمييز ضد الأشخاص الذين لا ينتمون إلي متغايرى الجنس (أي يميلون إلي الجنس الآخر). كما تنطبق أيضا علي النضال ضد السلطة الأبوية وضد الاستغلال الاقتصادي.
الــدين :
أخيرا نمعن النظر في الدين بشكل موجز. بالنسبة للكثير من الناس، يوفر الدين إجابات علي الأسئلة العميقة حول ماذا يعني الإنسان في هذا الكون. وعلي الرغم من أن التوترات عبر الحدود الدينية قد كانت ترتبط بالاستبعاد الاقتصادي، والعنف الطائفي والعدوان القومي. غالبا ما يبرز الدين بشكل جلي في محتوي الأيدلوجيات التي تضفي الصفة الطبيعية علي مثل ذلك العنف، وتلعب المؤسسات الدينية دورا قويا في تشجيع مثل تلك الأيدلوجيات. وعلي الرغم من ذلك، يتمسك بها بشكل صارم أتباع مختلف تلك التقاليد الدينية المختلفة بسبب الإرشادات والتوجيهات التي تصدر لهم من التعاليم الدينية. ويلوح الدين بشكل مبالغ للغاية في تحديد سبل فهم الناس لأنفسهم في العالم، ولكنه يستدعي أيضا القوالب النمطية، ومن ثم يخدم كراية التي تؤخذ لإظهار كل شيء حول الشخص.
أهـداف التعلم :
سوف يحصل المشاركون علي :
مجموعة موسعة من الأطر المفاهيمية للتفكير حول الهوية والاختلاف في العلاقات الاجتماعية، وبشكل خاص فيما يخص تحديد فرص صحة الناس واتجاهات التغيير الاجتماعي وقواعد الممارسة التنظيمية.
فهم واضح لتعزيز الروابط المتبادل بين الأيدولوجيا، والبني المؤسسية والممارسات بين الأشخاص في الحفاظ علي عدم المساواة عبر المحاور العديدة للاختلاف ( النوع الاجتماعي (الجندر)، العرق، الطبقة، الطائفة الخ) وكذلك تضمينات الأطر المفاهيمية بالنسبة لاستراتيجية التنمية والممارسة.
الانعكاس المعمق فيما يتعلق بافتراضاتهم، ومواقفهم وممارساتهم في علاقتها "بالآخرين" الذين يكونون "مختلفين"؛ وبالمثل الانعكاس المعمق فيما يتعلق بالثقافة وقواعد التنظيم الذي ينتمون إليه (يشكلون طرفا فيه).
مجموعة موسعة من الخيارات الاستراتيجية للتنظيم علي المستويات المحلية، والوطنية، والعالمية لمعالجة العواقب الصحية للعلاقات غير المتكافئة عبر النوع الاجتماعي (الجندر)، الطبقة، العرق، الطائفة الخ.
أسئلة للمناقشة حول ممارسة النشطاء :
ما هو دور النظرية في تطوير ممارستنا ؟
تطوير اللغات التي يمكننا أن تعتمد عليها في التفكير الممتد فيما نواجهه من تحديات صحية وتحديات سياسية.
تحليل دور علاقات النوع الاجتماعي ( الجندر )، والعلاقات الطبقية، والعلاقات العرقية والطائفية في حالة قضية خاصة؛ ( تحديد ثلاثي الأيدولوجيا، والبني والسلوك )؛ وتجاوز حدود الإطارات التحليلية المنفردة – النوع الاجتماعي (الجندر) أو الطبقة أو الطائفة أو العرق – والتفكير من خلال الطرق التي يتفاعلون بها في علاقتها بقضية محددة أو حملة محددة؛
تحديد وتوصيف دور التحيز الجنسي، والتحيز العرقي، والتحيز لذوي القدرات الخ بوصفها محددات للصحة؛
تطوير لغة للتفكير في خبراتنا؛ وتطوير لغة للتفكير في افتراضاتنا وطرقنا المتعلقة بالناس المختلفين عنا ( بما في ذلك داخل حركة صحة الشعوب PHM)
ما هي الآثار تضمينات العلاقات المتعلقة بالنوع الاجتماعي (الجندر)، والطبقة والطائفة بالنسبة لفهم وفيات الأمهات في جنوب آسيا ؟ وما هي التضمينات بالنسبة للاستراتيجية السياسية لمثل ذلك التحليل ؟
وكيف نصل إلي الجماهير "الأخرى"، والجماعات الأخرى التي لا تشكل "حلفاء طبيعيين" لحركة صحة الشعوب بالمعني أنها ربما لا تقبل الكثير من افتراضاتنا وربما تؤيد بعض من السياسات التي نوجه لها النقد ؟
وهل يمكن أن ندمج "رفع الوعي" في ممارستنا النظامية ؟ وكيف يمكن أن نطور استجابتنا نحن حول الطرق التي من خلالها يتم تشكيل القوالب النمطية لتفكيرنا نحن، وكيف لنا أن نطور مهاراتنا الخاصة عند الإصغاء للقوالب النمطية الماضية (القديمة) ؟
وما هو دور الممارسة في تطوير نظريتنا ؟ ويوفر عمل البحوث التشاركية إطارا للانعكاس النظامي علي تضمينات ممارستنا بالنسبة نظريتنا.
وهل هناك "حقيقة" وراء "الايدولوجيا" ؟ أو هل الأيدولوجيا مجرد طريقة أخري للحديث عن طرق مختلفة لرؤية العالم ؟ وهل هناك طرق "غير أيدولوجية" لرؤية العالم لم يقع عليها تأثير من قبل علاقات القوة للبني المؤسسية والعلاقات بين الأشخاص ؟
عرض تقديمي :
العمل عبر الاختلاف (لاورا توريانو في سافار في نوفمبر 2007 )
موضوعات أخري ضمن هذه الوحدة من المنهج الدراسي :
النوع الاجتماعي ( الجندر ) والصحة.
طور هذا الموضوع من خلال معطيات من ليتيسيا أرتيلز، ديبرا تاجر، ديفيد ليجي، لاورا توريانو ودورثي بروم.
يمكن أن يفهم التحليل بمنهجية النوع الاجتماعي (الجندر) للعلاقة بين الرجل والمرأة من زاوية الرموز الثقافية، والمفاهيم المعيارية، والنماذج المؤسسية وعناصر الهوية. إنه يتضمن عملية البناء الاجتماعي التي تميز بين الرجل والمرأة، وفي نفس الوقت يجري توحيدهم داخل علاقات القوة خلال الوصول إلي الموارد. ويضع نظام النوع الاجتماعي (الجندر) أنماط خاصة للسلوك، والحاجات، ومخاطر الأوبئة، والأدوار، والمسئوليات والاختلافات المتعلقة بالوصول والسيطرة علي الموارد بين كلا الجنسين. وتولد هذه الاختلافات عدم المساواة في السلوك الإنساني وفي الأحوال الصحية.
أهداف التعلـــــم :
سوف يكون المشاركون :
أكثر إلماما بالبراهين التي تربط عدم المساواة في النوع الاجتماعي (الجندر) بعدم العدالة في النتائج الصحية.
يكون قادرا علي إجراء التحليل البنيوي للمظاهر المحلية لعدم المساواة في النوع الاجتماعي (الجندر) وارتباطها بغياب العدالة في الصحة، ويشمل ذلك الظروف التي تشكل إطار الصحة، وخبرة الرعاية الصحية ودورها في توفير الرعاية الصحية؛
أن يكون مستجيبا إزاء اهتماماتنا بعلاقات النوع الاجتماعي (الجندر) (الأدوار، الافتراضات، السلوك الخ . ) وكيف تشكل هذه إدراكنا وفعاليتنا.
الحصول لمجموعة من الاستراتيجيات من أجل معالجة عدم العدالة بين النوع الاجتماعي (الجندر) علي حد سواء في المجال السياسي وفي ممارستنا نحن.
قراءات :
Final Report of Gender and Health Equity Knowledge Network to the WHO Commission on Social Determinants of Health. See Executive Summary in particular
See also Gender inequity in health: why it exists and how we can change it. Special Supplement of Global Public Health, Volume 3 Supplement 1 2008. This supplement brings together the short versions of 8 reviews that were written in 2007 as part of the work of the Women and Gender Equity Knowledge Network (WGEKN) of the Commission on Social Determinants of Health (CSDH).

عرض تقديمي :
Leticia Artiles and Debora Tajer (2005) PERSPECTIVA DE GENERO Y SALUD (ppt)
تنويـه :
هذا الموضوع من وضع (تطوير)، ليتسيا أرتيلز، وديبرا تاجر .

عربية